Press to return

موقف سوريا من القضية

بداية القضية الفلسطينية: فترة ما قبل النكبة (1948) التأييد العربي: منذ بداية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، كانت سوريا من الدول العربية التي دعمت بقوة حقوق الفلسطينيين. سوريا شاركت في الاجتماعات العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ورفضت قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1947. العدوان الثلاثي (1956): خلال هذا العدوان، قدمت سوريا دعمًا سياسيًا ولفظيًا للفلسطينيين وأدانت الهجوم على مصر، ولكن دورها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كان محدودًا مقارنة بدورها في الحملة ضد الاستعمار. النكبة والنكسة: (1948-1967) حرب 1948: سوريا شاركت في الحرب العربية الإسرائيلية الأولى (حرب 1948) ضد إسرائيل. رغم الهزيمة، فإنها استمرت في دعم حقوق الفلسطينيين ورفضت الاعتراف بإسرائيل. حرب الأيام الستة (1967): الهزيمة في هذه الحرب أدت إلى احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية، مما زاد من التوتر بين سوريا وإسرائيل. تبنت سوريا سياسة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعمت النضال الفلسطيني. مرحلة كامب ديفيد والسنوات التالية: (1978-1990) اتفاق كامب ديفيد (1978): سوريا عارضت بشدة اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، واعتبرته خيانة للقضية الفلسطينية. شجبت سوريا ما وصفته بـ "تخلي" مصر عن القضية الفلسطينية. غزو لبنان (1982): تدخلت إسرائيل في لبنان، وسوريا دعمت الفلسطينيين في لبنان ضد الهجوم الإسرائيلي. سوريا شاركت في الحرب اللبنانية وأقامت تحالفات مع الفصائل الفلسطينية للمقاومة ضد إسرائيل. عملية السلام (1990): سوريا شاركت في مؤتمر مدريد للسلام (1991) باعتبارها طرفًا رئيسيًا في عملية السلام، ولكنها كانت تتسم بالتشكك في مصداقية العملية واتفاقيات السلام. التسعينيات: (1990-2000) اتفاقات أوسلو (1993): سوريا انتقدت اتفاقات أوسلو التي أبرمت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، واعتبرتها غير كافية لتحقيق الحقوق الفلسطينية. حثت سوريا على المقاومة والتفاوض لتحقيق تسوية شاملة. مفاوضات السلام (1999): تحت قيادة الرئيس حافظ الأسد، شاركت سوريا في مفاوضات سلام مع إسرائيل، ولكن المفاوضات لم تؤد إلى اتفاق نهائي. سوريا طالبت باستعادة مرتفعات الجولان بالكامل كشرط للتوصل إلى أي تسوية. الألفية الجديدة: (2000-2010) انتفاضة الأقصى (2000-2005): سوريا دعمت الانتفاضة الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي ونددت بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين. قدمت دعمًا سياسيًا للفلسطينيين وعززت مواقفها في المحافل الدولية. التطورات في لبنان وغزة (2006-2007): سوريا دعمت حزب الله في صراعه مع إسرائيل في حرب 2006 ووفرت دعمًا لحركة حماس خلال فترة حكمها في غزة. العلاقة بين سوريا والفصائل الفلسطينية كانت قوية خلال هذه الفترة. فترة الربيع العربي والأزمة السورية: (2011-2020) الربيع العربي: خلال الأزمة السورية، انشغلت سوريا بالأزمة الداخلية والنزاع الداخلي. رغم ذلك، استمرت سوريا في التعبير عن دعمها للقضية الفلسطينية، لكن اهتمامها بالأزمة الفلسطينية تراجع نسبياً مقارنة بفترات سابقة. الدور في لبنان وغزة: سوريا استمرت في دعم حماس والفصائل الفلسطينية، ورفضت أي خطوات تطبيع مع إسرائيل. قدمت سوريا دعماً سياسياً ومعنوياً للفلسطينيين في مواجهة الهجمات الإسرائيلية. الوضع الحالي: (2020-الحاضر) الأزمة السورية وتأثيرها: الأزمة السورية أثرت بشكل كبير على قدرة سوريا على التأثير الفعال في القضية الفلسطينية. التركيز على الأوضاع الداخلية والنزاع الداخلي قلل من تأثيرها في السياسة الفلسطينية. التأييد للفلسطينيين: بالرغم من الأزمات، تواصل سوريا تقديم دعم سياسي للفلسطينيين وتندد بالسياسات الإسرائيلية. تواصل سوريا التعبير عن دعمها لحقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية وتدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. علاقات مع الفصائل الفلسطينية: العلاقة مع الفصائل الفلسطينية، خاصة حماس، تأثرت بالأزمة السورية. تظل سوريا داعمة لقضية فلسطين من حيث المبدأ، لكنها تواجه تحديات في تقديم الدعم الفعلي بسبب الوضع الداخلي. ملخص موقف سوريا من القضية الفلسطينية عبر التاريخ يظهر دعماً قوياً ودائماً لحقوق الفلسطينيين، مع التركيز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ودعم الفصائل الفلسطينية. الموقف السوري تطور من النضال العسكري إلى السياسة والدعم الدولي، مع الحفاظ على مواقف صلبة ضد أي خطوات قد تؤدي إلى تقويض الحقوق الفلسطينية. ومع الأزمات الداخلية الحالية، تأثرت قدرة سوريا على التأثير في القضية الفلسطينية، ولكنها تظل ملتزمة بالدعم السياسي والتأكيد على حقوق الفلسطينيين.